recent
أخبار ساخنة

## "مدرسة تدريب للفيلة": رواية القرن العشرين الملحمية عن التفكك والشك والاختلال

الصفحة الرئيسية

 

## "مدرسة تدريب للفيلة": رواية القرن العشرين الملحمية عن التفكك والشك والاختلال

 

في عمل أدبي مؤثر يلامس أعماق الروح، تعود بنا صوفي روبرتس، المؤلفة المرموقة لكتاب "آلات البيانو الضائعة في سيبيريا"، إلى حقبة مضطربة في التاريخ، حيث تتشابك خيوط الاستعمار والجشع والقسوة في نسيج مؤلم من استغلال الحيوانات.


في كتابها الجديد "مدرسة تدريب للفيلة"، تكشف روبرتس عن صفحات مظلمة من الماضي، وتسلط الضوء على المعاملة اللاإنسانية التي تعرضت لها الحيوانات في ظل الإمبراطوريات المتوسعة، وتدعونا إلى مواجهة قسوة الإنسان في أشد تجلياتها.
## "مدرسة تدريب للفيلة": رواية القرن العشرين الملحمية عن التفكك والشك والاختلال

 في كتابها الجديد "مدرسة تدريب للفيلة"، تكشف روبرتس عن صفحات مظلمة من الماضي، وتسلط الضوء على المعاملة اللاإنسانية التي تعرضت لها الحيوانات في ظل الإمبراطوريات المتوسعة، وتدعونا إلى مواجهة قسوة الإنسان في أشد تجلياتها.

 

لا يمكن للقارئ إلا أن يشعر بوخزات الألم 

وهو يقرأ عن الممارسات البشعة التي كانت تمارس بحق الفيلة، تلك المخلوقات النبيلة التي كانت تُبتر أقدامها لتحويلها إلى أوعية تبريد للشامبانيا. إنها صورة مروعة تجسد مدى الاستهانة بالحياة الحيوانية في عصر طغت عليه المصالح المادية والأطماع الاستعمارية.

 

  • تستند روبرتس في روايتها إلى حملة استكشافية حقيقية وقعت عام 1879
  •  بتدبير من الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا
  •  الذي كان يهدف إلى نقل الفيلة من الهند إلى الساحل الشرقي لأفريقيا
  •  ومن ثم إلى الكونغو. لم يكن ليوبولد مدفوعًا بالاهتمام بالحيوانات أو رفاهيتها
  •  بل كان يهدف إلى استغلالها في خدمة طموحاته الاستعمارية.
  •  كان يخطط للقبض على هذه الكائنات وإنشاء "مدرسة تدريب"
  •  لإعدادها للعمل في نظام النقل الاستعماري
  •  وهو مشروع يعكس رؤية استغلالية بحتة للحيوانات.

 

لتنفيذ هذه الخطة الطموحة

استأجر ليوبولد شخصية غريبة الأطوار ومتقلبة المزاج يدعى فريدريك كارتر، الذي عُرف بلقب "لورد الفيلة". كارتر هو واحد من بين العديد من الشخصيات غير التقليدية التي تظهر في كتاب روبرتس، مما يضفي على الرواية طابعًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام. إنه شخصية معقدة تجمع بين الولع بالحيوانات والاندفاع نحو تحقيق أهداف استعمارية، وهو ما يجعله تجسيدًا للصراعات الداخلية التي كانت تمزق شخصيات تلك الحقبة.

 

  1. بشكل عام، تقدم روبرتس شهادة معقدة ومريرة 
  2. عن جشع ولا مبالاة عصر بأكمله.
  3.  لم يكن ليوبولد مجرد حاكم طموح
  4.  بل كان رجلاً عديم الضمير تمامًا
  5.  كما يتضح من تصريحه الصارخ بأنه لا يريد تفويت حصته
  6.  من "هذه الكعكة الأفريقية الرائعة".
  7.  هذا التصريح يكشف عن النظرة الاستعلائية
  8.  التي كانت سائدة في ذلك العصر
  9.  حيث كان يُنظر إلى أفريقيا على أنها مجرد مصدر للموارد والثروات
  10.  دون أي اعتبار لحقوق سكانها أو حيواناتها.

 

تتوالى الصور القاتمة والإحصائيات المروعة 

لتكشف عن القصص البائسة للنهب الاستعماري الهائل الذي تعرضت له أفريقيا. تكشف روبرتس عن تفاصيل تجارة العاج المأساوية، التي كانت تهدف إلى توفير المادة الخام اللازمة لتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات، من كرات البلياردو إلى الألعاب الجنسية الفيكتورية. لم تقتصر آثار هذه التجارة على الفيلة فحسب، بل امتدت لتشمل المجتمعات الأفريقية التي كانت تعتمد على الفيلة في معيشتها وثقافتها.

 

  1. بالإضافة إلى ذلك، تقدم روبرتس نظرة فاحصة على بريطانيا وحدائق الحيوان فيها
  2.  حيث كان "جنون الفيلة" في أوجه، وكانت الحيوانات المستوردة
  3.  تتعرض لإساءة المعاملة والإهمال. 
  4. كان يُنظر إلى هذه الحيوانات على أنها مجرد عروض ترفيهية
  5. دون أي اعتبار لاحتياجاتها أو حقوقها. 
  6. إنها صورة قاتمة تكشف عن الوجه الآخر للحضارة الغربية
  7.  الذي غالبًا ما يتم تجاهله أو تجميله.

 

تتميز روبرتس بأسلوب كتابة أنيق ومتفاعل

 يجذب القارئ ويأسره. تتجلى قدرتها على الوصف في تصويرها الرائع لقطيع متحرك من الزرافات، وهو مشهد ينبض بالحياة والجمال. تكمن قوة الكتاب في قدرة روبرتس على الجمع بين السرد التاريخي والتحليل النقدي، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق وأشمل للأحداث والشخصيات. إنها لا تكتفي بسرد الوقائع، بل تحاول فهم الدوافع والأسباب التي أدت إلى وقوع هذه المآسي.

 

  • إن رؤية روبرتس الثاقبة لمصير العديد من الفيلة الرائعة
  •  التي كانت نهايتها قاسية وغريبة
  •  هي ما يضفي على الكتاب قوته وتأثيره العميق.
  •  إنها تذكرنا بأن لكل حيوان قصة، وأننا مسؤولون عن حماية
  •  هذه الحيوانات وضمان عدم تكرار المآسي التي وقعت في الماضي.

 

"مدرسة تدريب للفيلة" ليس مجرد كتاب عن التاريخ، بل هو دعوة إلى التفكير والتأمل في علاقتنا بالحيوانات والطبيعة. إنه تذكير بأهمية احترام حقوق الحيوانات ومكافحة الاستغلال والقسوة. إنه كتاب يستحق القراءة والتأمل، لأنه يفتح أعيننا على جوانب مظلمة من الماضي، ويحثنا على العمل من أجل مستقبل أفضل للحيوانات والإنسان على حد سواء.

 

**ملخص لأهم عناصر الكتاب:**

 

  • *   **الاستعمار والاستغلال:** يكشف الكتاب عن الدور الذي لعبه الاستعمار في استغلال الحيوانات، وخاصة الفيلة، في خدمة المصالح الاقتصادية والسياسية للإمبراطوريات الأوروبية.
  • *   **تجارة العاج:** يسلط الضوء على الآثار المدمرة لتجارة العاج على الفيلة والمجتمعات الأفريقية، ويكشف عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى هذه التجارة المأساوية.
  • *   **المعاملة اللاإنسانية:** يقدم صورًا مروعة للمعاملة اللاإنسانية التي تعرضت لها الحيوانات في حدائق الحيوان والسيرك، ويكشف عن الوجه الآخر للحضارة الغربية.
  • *   **الشخصيات غير التقليدية:** يضم الكتاب مجموعة من الشخصيات غير التقليدية، مثل فريدريك كارتر "لورد الفيلة"، مما يضفي على الرواية طابعًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام.
  • *   **أسلوب الكتابة:** تتميز روبرتس بأسلوب كتابة أنيق ومتفاعل يجذب القارئ ويأسره، ويجمع بين السرد التاريخي والتحليل النقدي.

 

**أهمية الكتاب:**

 

  1. *   **التوعية:** يساهم الكتاب في التوعية بقضايا حقوق الحيوان وأهمية حماية الحيوانات من الاستغلال والقسوة.
  2. *   **التاريخ:** يقدم رؤية جديدة ومختلفة للتاريخ الاستعماري، ويسلط الضوء على الجوانب المظلمة التي غالبًا ما يتم تجاهلها.
  3. *   **الأخلاق:** يدعو إلى التفكير في علاقتنا بالحيوانات والطبيعة، ويحثنا على احترام حقوق الحيوانات ومكافحة الاستغلال والقسوة.

 

"مدرسة تدريب للفيلة" هو كتاب لا يُنسى، يترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ، ويدعوه إلى التفكير في مستقبل أفضل للحيوانات والإنسان على حد سواء. إنه عمل أدبي يستحق التقدير والاحتفاء.

 

**ختامًا**

 يمكن القول أن كتاب "مدرسة تدريب للفيلة" لصوفي روبرتس، هو عمل أدبي تاريخي هام يسلط الضوء على حقبة مظلمة من تاريخ البشرية، حيث تم استغلال الحيوانات بشكل وحشي في خدمة المصالح الاستعمارية. يقدم الكتاب رؤية ثاقبة ومؤثرة حول العلاقة المعقدة بين الإنسان والحيوان، ويدعونا إلى إعادة التفكير في قيمنا ومبادئنا الأخلاقية. إنه كتاب لا بد من قراءته لكل من يهتم بحقوق الحيوان والتاريخ الإنساني.


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent